[HR]

الأداء المتميز

حينما كان المجتمع الحكماني يغط في نومه العميق ناسيا أو متناسيا أحد أبنائه الأعزاء في السجن ، في هذه الأثناء برزت الطليعة من شباب الحكمان ، وأخذت على عاتقها العمل الحثيث من أجل إخراج الأستاذ القدير ، والمربي الفاضل سعود بن طاهر من سجنه .
فكانت الحملة الاحترافية بامتياز ، والتي نبهتنا جميعا من تلك الغفوة التي طال أمدها .
كنت كغيري أراقب المشهد بكل تفاصيله ، وتجلياته ، بجزئياته الصغيرة ، وتلك الأكثر خفاء ، ورغم قناعتي الكاملة بجديـة العمل المبدع والمتكامل ( المؤسساتي ) إلا أني لم أكن متفائلا بدرجة كافية .
مع مرور الوقت بدأنا نرى المعدن النفيس يظهر للوجود و يزداد بريقا ، من كل أبناء الحكمان بلا استثناء ، كل أسهم بقدر استطاعته ، كل رجالات الحكمان كانوا حيث ينبغي أن يكونوا في المكان والزمان ، من أرضنا المباركة ، من الرياض وجدة ومكة وتبوك والحكمان المكان ، وكافة المدن ، ولم يكن ليجتمع كل هؤلاء إلا في الإخبارية ، هذا الحيز الافتراضي الاستثنائي .
أحد أعز أصدقائي ، وهو من بني الحارث ، وكان مراقبا لكل هذا الألق ، من بدايته إلى هذه اللحظة ، قال : ( لن تقهر جماعة من الناس وهي بهذا القدر من النخوة ) ، والنخوة تكمن في هذا الفعل الرجولي من التكاتف والاجتماع والرقي كما يقول هو ، وقد كان

وبعد / أرى أن يكرم القائمون على هذه الحملة ، وأعلم والله بأن همتهم أكبر من تكريم بشري أعلم ونعلم جميعا بأنهم من طالبي الأجر من الله وحده ، وأعلم ونعلم جميعا بأن العمل الإنساني هو سعادة الأسوياء من البشر ، ورغم ذلك إلا أن تكريمهم يأتي من باب قول أحد أسلافنا في وصايته يقول ( إما أن تشكر أو تنشر ) ومن ( لا يشكر الناس لا يشكر الله )
عن نفسي أقدم شكري لـ خالد أبو حفاش الذي ( حمل الراية ) وأطلق الشرارة ، وجمعان بن أحمد الذي تبنى الفكرة وأفرغ لها جهده ، وللبقية من أعضاء اللجان وعلى رأسهم الشيخ محمد الذي كان فاعلا وموجها ، ولي أن أشكر ـ أيضا ـ كل من ساهم وتفاعل ، ولن ننسى منتديات الحكمان فقد عاضدت الفكرة وعملت من أجلها ، وشكري العميق لرجل أراد أن يفعل ولم يستطع لضيق ذات اليد ، ولكنه رفع كفيه ودعا في ظلمة الليل لأخيه بالفرج .
أقول ـ أخيرا ـ للطليعيين لقد كتبتهم أسماءكم في قلوب الجميع ، وهي الأوسمة الخالدة ، وجزاكم الله خيرا ، ومن قال ذلك فقد أبلغ في الثناء .
كلمتي الأخيرة للأستاذ سعود ،أقول فيها لقد بعثت أمة من سباتها ، وأشعلت فيها روح الانتماء وكل ما فٌعل من أجلك هو قليل في حقك .
وكل عام وانتم جميعا كما أنتم أكثر ألقا وجمالا وتآلفا .


أحمد البدوي
N0555505803@naseej.com