إخــبــاريـــة الحــكـمـان
جوال الحكمان اضف خبرا همزة وصل
أفراح مواليد وفيات أخبار الحكمان الأربعاء 15 جمادى الأول 1445 / 29 نوفمبر 2023

ملفات الاخبارية
مقالات
قصور الأفراح وما جلبت
قصور الأفراح وما جلبت
17-04-1432 09:08 صباحاً

image




قصور الأفراح وما جلبت




مع تدفق متغيرات الطفرة الاقتصادية تغير معها بعض العادات والتقاليد، ولوحظ ذلك بشكل اكبر على سكان القرى والبادية ، مما احدث تغييرا في المفاهيم ، والمتطلبات . بحجة وجوب قبول الواقع المفروض، وعدم إمكانية الخروج عن ذلك الجديد بسلبياته مهما بعد عن مفاهيم الواقع القديم مع القناعة بإيجابياته .

ومن الأمثلة على هذا التغير الجديد والشكوى من سلبياته موضوع حفلات الزواج في قصور الأفراح ، ثم تبعها حفلات (الملكة) أو ما يسمى بعقد القران ، وما يتم في الإنفاق عليها وما يترتب عنها ، وهذا مما يلمح إليه الأخ / على بن أحمد / حول مشكلة الإسراف والتبذير في واقع حالنا الجديد من خلال مداخلته في موضوع ( تأملات في مجتمع الطرح الثقافي بإخبارية الحكمان ) .

وبمقارنة حفلات الزواج لما قبل الطفرة الاقتصادية بما آل إليه واقع الحال يتضح هذا التغير الذي طرأ سواء كان تغيرا راسيا أو تنازليا أو أفقيا، وفي كل الاتجاهات. فلم يعد للماضي صورة منه، ولم يحل الجديد محل ذلك الماضي في ايجابياته من حيث الدعم والمشاركة والمسؤولية الجماعية ووحدة الصف والانتماء .

أما كيف كانت تلك الايجابيات موجودة فمكمنها وجوب مشاركة كل القرية في حفل زواج أي شخص منهم ، وتتمثل المشاركة بتوزيع صاحب الحفل الدقيق على بيوت القرية لاعداد كل بيت خبزة مقناه للعشاء ، وفي صبيحة يوم الزواج يتداعى الرجال لذبح الذبائح إن كانت من الغنم أو ذبيحة إلى اثنتين من البقر ، ويتم جمع الفرش والصحون والطيس والاتاريك من بيوت القرية . بمعنى أن الكل مشارك في إقامة الحفل والكل معني به . وبعد العشاء يقوم أهل الحفل بتوزيع الفائض من الخبز والمرقة بين أهل القرية دون استثناء . ومن الوفاء مع أهل الحفل أن الجميع يكثرون بالخير لصاحب الحفل بصوت جماعي ، وكل بيت يدعو لهم بالبركة .

اندثرت هذه العادة بكل ما تحمله من معاني ايجابية في مضامينها ، رغم ما يصحبها من مشقة في الإعداد ، وتعدد الوجبات ، ثم تحولت إلى وجبة واحدة بعد ذلك .

أما ألان فلله الحمد والمنة حلت قصور الأفراح ذلك الكبد والمعاناة ، ولكن جلبت ما هو أدهى وأمر من التعب وأكثر كلفة وأعظم مصيبة . بل قد حل ما يحرم شرعا فعله ، وأعني به ظاهرة الإسراف والبذخ والتباهي والكبر والتعالي .ونستر على ذلك كله بحجة الكرم وإظهار اثر النعمة .

علما بأن الكرم هو للضيف وليس للتضييف ، وهو الجود بالموجود وليس بتحميل النفس مما ليس موجود . بل قد يكون ذلك الحمل بالسلف وإراقة ماء الوجه . أو الاستدانة من البنوك بأمور ربوية معروفة المدخل مموهة الحرمة .

ومما يلاحظ على مشكلة التفاخر هو التباهي بعدد الذبائح والتعالي من البعض بالزيادة على ذلك بقعود صغير أو اثنين يوضع كل منهما بالكامل على الصحن . وتجد الأكلة من الحاضرين لا يتمكنون من ربع ما يتم إعداده بأعلى حد رجالا ونساء ، مضافا إلى ذلك التفاخر بالميزات المخصصة ، واستضافة الشعراء والشاعرات بشروطهم ، وكل ذلك من مستجدات حفلات الزواج وما جلبته قصور الأفراح .

أما لماذا حصل هذا التغيير وكيف حصل ولماذا وصل إلى ما وصل إليه حتى أصبح هما ومنكرا ، وسببا رئيسا من أسباب التأخر في الزواج . بل كارثة من كوارث الإسراف المنهي عنها في تشريعنا الإسلامي (( إن الله لا يحب المسرفين )) - من آية 31 سورة الأعراف - وقوله عز وجل (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)) - من آية 27 سورة الإسراء - فلعل مرده إلى أمور كثيرة وأترك التعليق لمن أراد في هذا المجال 0000

أما من أسبابه فلعل من أهمها نقص الوعي والتوعية ، وفي مقدمتها قلة التوعية الدينية لمخاطر هذا الإسراف ، والتباهي ، والمكابرة . وان حصل خطبة في جمعة فخطيبها يلمح ولا يصرح ، ويدلل ولا يوضح ، ويسجع ولا يفصح ، ويختمها بتلاوة الآية رقم 90من سورة النحل ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ...... ) المختومة بقوله عز وجل (لعلكم تذكرون) فينطقها البعض بمد اللام قليلا لتتحول / لا علكم تذكرون .

إن الأمر ليس بالهين ، وحاجتنا للتغيير ليس بالأمر السهل ، وقادة الإصلاح في التطبيق من الأمور الواجب الشرعي عمله . عند الأخذ بنظرة لا نفور من المتغيرات ولا انقلاب على المستجدات ولكن التعقل في ذلك بوازع ديني وخوف من البطر بالمعيشة ، والخوف على البعض من العائل المتكبر ومآله الأخروي .

بعد هذا كله نحن بأمس الحاجة إلى وقفة ركيزتها الخوف من الله من هذا الإسراف وما صاحبه من مخالفات شرعية أخرى . ومنهجيتها التكاتف والتعاون والتيسير واليسر ومما أدعو إليه النظر من شيخ القبيلة وعقلائها فيما يلي:

# تقنين كلفة الزواج بحدود معقولة وضوابط مقبولة كمفهوم من مفاهيم الشدة الجماعية التي يجب على الكل احترامها .

# الدعوة والمباركة والتمثيل الاجتماعي بالحضور والدعم المالي من صندوق يؤسس لهذا الغرض ويمول من أهل الخير الميسورين (من زكاة المال) لمن ينخرط في مشروع الزواج الجماعي سواء في المدن أو القرى .

# الحاجة إلى تشكيل لجنة من أهل الرأي يرشحون بشكل دوري وبنظام شوري .يقفون مع شيخ القبيلة في معالجة هذا الأمر وما يستجد وما تحتاجه القبيلة من مطالب ومتطلبات.

فهل من مجيب ؟.

يترك الأمر لمن يرى في ذلك مصلحة عامة، والحس بخطورة الموقف وتداعياته على أبنائنا وبناتنا والله المستعان والمعين لمن يريد الإصلاح . ومن الله التوفيق.



عبدا لله بن سالم القاضي

تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 2511


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


التعليقات
#5383 SAUDI ARABIA [علي بن أحمد]
0.00/5 (0 صوت)

18-04-1432 01:02 صباحاً
حي هلا بأبي طارق وبقلمه الجميل...

لن أقول أنك بطرحك هذا الموضوع قد أعدتنا للمربع الأول بحكم طرحك لموضوع قصور الأفراح من عدة زوايا... لكننا لازلنا في مربعنا الأول الذي يخص شدة القبيلة ولن نبرح هذا المربع حتى يشاء الله...

مايحدث في قصور الأفراح ليس سببه - في اعتقادي- قلة الوعي وغياب الناصحين،، والدليل على ذلك أنك لو قابلت أحدا ممن قام بهذا البذخ وسألته عن حكم الإسراف شرعا لأجابك بأنه حرام، وسيسرد لك الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.. وهو في نفس الوقت لايعتقد بأن مايقوم به إسرافا وبذخا بقدر ماهو الحاجة الملحة لذلك، وربما أجابك بـ(يزيد ولا ينقص!! والا ماتبغاني اتجمل؟؟؟).

فالموضوع إذا لايحتاج توعية بقدر مايحتاج نظاما يفرض على الجميع ومن يحيد عنه أو يتجاوزه يعاقب بما هو مناسب، فلا إفراط في الشروط ولا تفريط، وخير الأمور الوسط،،

لانريد العودة الى مناقشة أسباب ومسببات فشل (شدة القبيلة) ولكننا نريد الخروج بحل معقول يرضي المؤيد ويقنع المعارض...

****
علي بن أحمد
محايل عسير

[علي بن أحمد]

#5384 SAUDI ARABIA [ابوسعد]
0.00/5 (0 صوت)

19-04-1432 01:39 صباحاً
الكرم هوس العرب انا ذهبت
وكثير من الناس لا يرى نفسه ويزهو بها الا في مثل هذه المناسبات

[ابوسعد]

#5385 SAUDI ARABIA [واحد]
0.00/5 (0 صوت)

20-04-1432 03:22 مساءً
موضوع أكثر من رائع لأنه يمس حياتنا الاجتماعية ، أشكر الأستاذ القدير عليه ، وأتمنى أن يجد التفاعل معه عمليا وذلك من خلال الاصلاح
التباهي والتفاخر وبروز الأنا الكاذبة كلها علامات تدل على عقدة الدون ، من دون أن يشعر بذلك الفاعل لها
ولعل من طرائف التباهي أن بعض النساء يلبسن في الفرح الواحد أكثر من فستان ، فيأتين إلى الحفل ومعها حقيبة كبيرة وفيها ملابسها ، وهذه حقيقة مع الأسف ، ولو تأملنا في هذه الحالة ودرسنا حال تلك المرأة لوجدناها وقد عاشت في ضنك من العيش فيي سنوات خلت ، كانت لا تكاد أن تجد إلا ( كرتة مرقعة ) هذه الحالة ترسبت في داخلها مكونة عقدة نقص وتحاول لا شعوريا أن تغطيها بالتباهي والتفاخر
هذا مثال يقيس كل الحالات ، أعني حالات البذخ المصطنع

هناك قضية أخرى خطيرة وهي حالات السهر إلى ساعات الفجر الأولى ، وبالذات في المدن ، ينتهي الحفل بعد صلاة الفجر أو قبله بقليل
وهذا يعني ( لخبطة ) في الساعة البيولوجية عند الإنسان ، ولذا يعاني إسبوعا كاملا من هذه العادة القبيحة
لا أدي متى ينتهي هذا الغباء ، والعجيب أنك لا تجد مظهرا من مظاهر الفرح ، ساعات طوال تجد الرجال وهم عند أبواب النساء ينتظرون ( الهوانم )
من المضحك أن العروسة ( باسم الله عليها ) لا تخرج للكوشة إلا بعد الثانية فجرا ، ولا يقدم العشاء للنساء إلا بعد بعد ظهورها
عملية التأخير ، ومعه التفاخر ، نجد أن وراءه أم العروسة ، وهذه العادات الدخيلة
أقسم بالله لم أكره شيئا مثل حضور الزواجات في المدن
ذلك أنها تعني ـ عندي ـ وعند الكثير ، تفويت كل الصلوات في اليوم التالي ـ جراء السهر إلى الفجر ـ وتعني غيابا عن الدوام
أين حكماء الحكمان من هذه الظاهرة الخطرة ، أتمنى منهم أن يقفوا في وجه هذا الظاهرة بحسم

شكرا لكم جميعا

[واحد]

#5393 SAUDI ARABIA [معاك يالحكمان رافعن راسي]
0.00/5 (0 صوت)

26-04-1432 04:24 مساءً
سلمت يمناك استاذنا الفاضل عبدالله
بل ان مايزيد الطين بله ان ذوي الدخل المحدود واصحاب قلة ذات اليد قد يبالغون في الاحتفال ويكبدون انفسهم من المبالغ الطائلة مالا يفعله الموسرين
ولكن لو تكون هناك بعض القوانين الموضوعة من مشائخ القبائل في تحديد الكلفة المادية لتلك المناسبات بدون التضييق
ماأقصده الا يشترطو ان تقام الحفلات في المنازل ولكن يتم عمل معايير معينه تقبل بها الاسر بحيث تلغى فيها مظاهر البذخ والاسراف ويعمل فيها بما يحقق الهدف المنشود من الفرحة و تحقيق للاجتماع المرغوب بإقامة حفلات عقد القران والزواج
وتكون مطبقة على جميع افراد القبيلة حتى يتحقق مبدأ العدالة والمساواة والبعد عن التباهي والمغالاة
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وياليت تأخذ الافكار الايجابية في جميع المواضيع حيز التطبيق والتشاور فيها من اعيان القبيلة ولاتبقى محجوزة بين طيات الذكرات الالترونية
ولكم الشكر

[معاك يالحكمان رافعن راسي]

الاستاذ عبدالله بن سالم القاضي
الاستاذ عبدالله بن سالم القاضي

تقييم
8.00/10 (4 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

إخــبــاريـــة الحــكـمـان
الآراء المنشورة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إخبارية الحكمان


الرئيسية |الأخبار |ملفات الاخبارية |الصور |الفيديو |راسلنا | للأعلى