جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل واسأل الله ا ن يجعل ما خطه يراعك في موازين حسناتك
الوسطية هي قدر الامة المحمدية إذ يتجلى ذلك في توسط هذه الامة بين المغضوب عليهم الذين قالوا على مريم بهتانا عضيما، وبين الضالين الذين قالوا
المسيح ابن الله فقال اهل السنة هو عبد الله ورسوله وكلمته القاها إلى مريم عليها السلام فكانوا وسطا بين مجاف ومغال.
كما قيض الله سبحانه اهل السنة والجماعة لحماية حمى الوسطية فنبذوا عقدياالخوارج الذين كفروا اهل الكبائر ونبذوا المرجئة الذين قالوا (كما انه لا ينفع عمل صالح
مع الشرك فإنه لا تضر معصية مع التوحيد )فقال اهل السنة مرتكب الكبيرة لا يخرج من دائرة الاسلام ولا يكتمل ايمانه الابالتوبة من كبيرته .
كما نبذوا القدرية الذين نفوا تقدير الله للمعاصي بل وعطلوا علم الله بالمعاصي قبل وقوعها فتعالى الله عما يقوالجاهلون علوا كبيرا .
بينما تناقضت معهم الجبرية الذين لم يؤمنوا بالقدر بقدر ما احتجوا به واعتقدوا ان المرء مجبور على المعصية فقال قائلهم
القاه في اليم مكتوفا وقال له .......إياك إياك ان تبتل بالماء
فتوسط اهل السنة إذ قالوا كتب الله على عبده المعصية لعلمه الازلي ان العبد سيرتكبها وليس في هذا جبر للعبد على ارتكابها فقد هداه الله السبيل
اما شاكرا واما كفورا
وتوسط اهل السنة بين الرافضة المغالين في امير الممؤمنين ابا الحسن رضي الله عنه وبين الخوارج الذين كفروه واستحلو دمه
ولا ريب ان الحديث عن هذا الامر بحر لا ساحل له ولكن عودة لما نص عليه الشيخ الكاتب من وسطية اهل السنة في التعامل مع ولاة الامر فلاشك ان
لاهل السنة في هذا المضمار قصب السبق فقد توسطو بين جماعة الاخوان الذين يرون ان الحاكمية لله تتوجب الاشتغال بالسياسة اكثر من الاشتغال
بالعقيدة ويعتقدون ان صلاح الحاكم هو صلاح للرعية ويناقضهم في ذلك جماعة التبليغ الذين يعتقدون انه لا ينبغي ان يتم الأشتغال بالسياسة بتاتا ،
بينما قرر اهل السنة والجماعة ان السياسة جزء من الدين وليست اساس الدين ،وليس بالضرورة ان ينصلح الرعية بصلاح الحاكم ،فلقد اسلم النجاشي
رضي الله عنه فلم يستطع ارغام اهل الحبشة قاطبة على الاسلام،كما يرون انه متى ما عطل الاهتمام باصلاح السياسة فقد عطلت سور كاملة من
كتاب الله كما قرر ذلك فقيه الادباء واديب الفقهاء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
كما يرون ان الحاكم يطاع مالم يامر بمعصية ولا يجوز الخروج عليه الا ان يرون منه كفرا بواحا عندهم من الله عليه برهان كما قال بذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم ...
كما توسط اهل السنة والجماعة بين جماعة التكفير الذين إستحلوا دماء المسلمين بحجة عدم تطبيق شرع الله وبين بعض المدارس (المدنية )الذين
يرون ان الحاكم المسلم لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،فقال اهل السنة ان عدم تطبيق الشرع هو كفر دون كفر كما قررذلك احد لعبادلة
رضوان الله عليهم اجمعين ،وقرر اهل السنة انه لا يجوز للعلماء واهل الراي إقرار الولاة على عدم تطبق الشريعة الاسلامية بل يجب مناصحتهم
والدعاء لهم بالهداية وحثهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا بل وممارسة الضغوطات عليهم من قبل العلماء الراسخين في العلم مالم تحدث فتنة اعضم
ويقرر ذلك اهل العلم وليس الجهلة او انصاف المتعلمين
جزاك الله خيرا يافضيلة الشيخ ونفع بعلمك
بارك الله فيك يا أبا عاصم ونفع بك وجعل كل ما تقوم به في ميزان حسناتك
وهذا الموضوع يعتبر محيط لا نستطيع أن نعبر عنه في صفحة أو كتاب بل يتطلب منا مجلدات .
وقد علق على هذه النقطة أبو عمر (أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي)
وقال :
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي ؛ هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
فإن الله قد بعث نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- رحمة للأمة ، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، فما ترك خيرا إلا دلنا عليه ، ولا شرا إلا حذرنا منه.
وإن مما أمر الله به في كتابه وأمر به رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته الاعتدالَ والوسطية ، والابتعادَ عن الغلو والتنطع
والغلو هو مجاوزة الحد في مدح الشيء أو ذمه ، وضابطه تعدي ما أمر الله به وهو الطغيان الذي نهى الله عنه.
أما الأمر بالوسطية والاعتدال فمما ورد في الكتاب والسنة: قال تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الوسط العدل))
فيبين الله في هذه الآية أنه جعل هذه الأمة عدولاً فـــ\"خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب\" وذلك ليكونوا شهداء لأنبيائي ورسلي على أممها بالبلاغ المبين وليكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم شهيداً على هذه الأمة بإيمانها به صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله.
قال ابن القيم رحمه الله : فدين الله بين الغالي فيه و الجافي عنه ، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ولم يلحقوا بغلو المعتدين
وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطاً و هي الخيار العدل لتوسطها بين الطرفين المذمومين و العدل هو الوسط بين طرفي الجور و التفريط ، و الآفات إنما تتطرق إلى الأطراف ،والأوساط محمية بأطرافها فخيار الأمور أوساطها.
قال الشاعر:
كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت بها الحوادث حتى أصبحت طرفاً
وقال: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}
وقد تواترت الأدلة من السنة في الحث على العدل و الأمر به وذكر فضله والنهي عن ضده وهو الظلم فمن الأحاديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :إمام عادل)) الحديث،
وقوله : ((إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه
يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلّوا))
وأما النهي عن الغلو والتنطع فمما ورد في ذلك :
قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}
وقال سبحانه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إياكم و الغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو))
وقال عليه الصلاة والسلام: ((هلك المتنطعون))قالها ثلاثاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :هذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات و الأعمال.
مما سبق يتبين أن الغلو قد يخرج صاحبه من الدين كما حصل لليهود والنصارى،
فالاستقامة على دين الله هي الوسطية التي وصف الله الأمة بها ، والتي استحقت أن تكون بها خير أمة أخرجت للناس ، وأي انحراف عن هذه الوسطية هو ولوج في متاهات الغلو ، الذي هو سبب لفساد الدين والدنيا .
والله المستعان.
قال ابن القيم –رحمة الله- في مدارج السالكين(2/496): ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نْزغتان إما إلى تفريط وإضاعة وإما إلى إفراط وغلو.ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين و الهدى بين ضلالتين و الوسط بين طرفين ذميمين فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد .أهـ
بل أمر الشرع بنقيض الغلو والتشدد ؛ وهو اليسر .
وذلك رحمة بعباده ولطفه بهم ، وهو مقتضى اتصافه تعالى بصفات الرحمة ، والرأفة ، والرفق ، واللطف.
قال تعالى : { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } وقال عز وجل: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}وقال: { طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى}.
وإن الغلو في الدين من أسباب الشقاوة ، والأمور المؤدية للعسر .
قال العلامة ابن الوزير رحمه الله : واحذر مواقع الغلو فإنها أساس البدعة نسأل الله السلامة.
ومن أهم الأمور التي تحقق الوسطية والعدل والأمن والأمان ، وتقي المجتمع من الغلو والتنطع والإرهاب معرفة أسباب الغلو لتجنبها ومعرفة الطرق الشرعية المعالجة للغلو والتنطع.
أهم الأسباب التي تدفع الكثير إلى ولوج متاهات الغلو ، والوقوع في آثاره السلبية السيئة.
أولاً: :سوء فهم الدين وضعف البصيرة بحقيقته.وهو ناتج عن الجهل بحقيقة الدين وأصوله وقواعده أو عن قلةالعلم أو عن مؤثرات خارجية تغطي على الشخص تجعله يسيء فهم الدين.
إن العلم الشرعي هو العاصم –بتوفيق الله- من الوقوع في كثير من الزلات ، لذا جاء التأكيد عليه في القرآن والسنة ، وكثرت الآثار السلفية في الحث عليه.
قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وتأويل المبطلين)).
فالبعد عن العلم و التقصير فيه من الأسباب العظيمة لسوء فهم الدين.
وصور الجهل بالدين كثيرةمنها: الجهل بالقرآن الكريم والسنة المطهرة ، والجهل بمنهج السلف الصالح ، والجهل بمقاصد الشريعة ، والجهل بمراتب الأحكام ، والجهل بمراتب الناس الجهل باللغة العربية ، الجهل بحقيقة الإيمان والكفر .
ويتجلى أثر ذلك الجهل بما نراه اليوم من انحراف كثير من الشباب حيث إنهم لجهلهم بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وحقيقة الإيمان والكفر ينزعون من رقابهم ما فرض الله عليهم ولزمهم من بيعة ولي الأمر ، والسمع والطاعة له في المعروف ، وتوقير ولاة الأمر وإكرامهم ، وحفظ حقهم ، والدعاء لهم ومناصحتهم سراً لا جهراً ، وحرمة غيبتهم ، والطعن فيهم ، والتشهير بهم ، وحرمة الخروج عليهم ، وحرمة الإعانة على من خرج عليهم ولو بالكلمة وعقوبة المثير عليهم الْمُفَرِّق للجماعة.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اسمع وأطع ، في عُسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((فإنَّهُ من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمَهُ اللهُ- : \"وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه ؛ من معصية ولاة الأمور ، وغشهم ، والخروج عليهم بوجه من الوجوه ، كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديماً وحديثاً ، ومن سيرة غيرهم\".
قال ابن رجب -رحمَهُ اللهُ- : \"وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم \".
ثانياً: ومن أسباب الغلو سلوك المنهجية الخاطئة في العلم والتعليم.
إن بعض الناس قد يسلك طريق العلم ؛ لكنه لا يوفق للمنهج الرشيد ، والطريق القويم في منهجيته ، ولهذا الانحراف صور شتى منها: الإعراض عن العلماء الربانيين ، والتعلق والالتفاف حول المشبوهين والمنحرفين.
فنجد كثيراً من الغلاة والمتنطعين يبتعدون عن علماء أهل السنة كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين -رحمَهُ اللهُ- ، ويلتفون حول بعض رؤوس الغلاة والإرهابين المبطلين كأسامة بن لادن والمسعري ، سعد الفقيه ، وأبي محمد المقدسي وأبي قتادة وأبي بصير وأمثالهم من الذين يكفرون جميع حكام المسلمين ، ويزينون لشباب المسلمين عمليات التفجير والاغتيالات.
ومن المنهجية الخاطئة اتباع المتشابه ، وترك النصوص المحكمة التي تنهى عن تكفير المسلم الذي لم يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، وتحرم دم الذمي والمعاهَد ، ويأخذون بالمتشابه فيكفرون المسلمين حكاما ومحكومين بعمومات ورد تخصيصها ، ومطلقات ورد تقييدها .
ومن أسباب الغلو والتطرف والإرهاب الجهل بمسألة الحكم بما أنزل الله والتشريع:
فتجد الغلاة يجعلون الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر الأكبر ، وقد أجمع العلماء –كما ذكر ابن عبد البر- على أن الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر الأصغر إلا إذا زعم أن الله أحلَّ الحكم بغير ما أنزل الله ، أو اعتقد أن الله لم يحرمه أو اعتقد أنه حلال ، أو اعتقد مساواته أو تفضيله على شرع الله .
قال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمَهُ اللهُ- لما سئل عن الحكم بالقوانين الوضعية -: [إذا استباح حكمٍ بقانونٍ غير الشريعة يكون كافراً كفرا أكبر ، أما إذا فعل ذلك لأسباب خاصة عاصياً لله من أجل رشوة أو إرضاء فلان أو فلان ويعلم أنه محرم يكون كفراً دون كفر] أي لا يكفر إلا استباح الحكم بالقوانين الوضعية.
ومن أعظم الأمور التي تعالج الغلو والتطرف وتجتثه من جذوره:
1– التمسك بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، والتفاف الشباب حول علماء الأمة الربانيين ، والبعد عن المشبوهين والمفسدين.
2– التفاف الأمة والشعب حول حكامها المسلمين ، وطاعتهم بِالْمَعْرُوفِ، وعدم غشهم ، ومناصحتهم سراً، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد.
3– تحذير الشباب من الغلو والتطرف ، والتحذير من كبار الغلاة بأعيانهم ، والتحذير من كتبهم ومؤلفاتهم وخاصة الداعية إلى الإرهاب والتفجير والتكفير.
4– تحذير الشباب من القنوات الفضائية المشبوهة ، المدمرة للدين والعقيدة ، وكذلك تحذيرهم من المواقع المنحرفة على شبكة المعلومات الإنترنت.
5– تأليف الكتب والردود التي تكشف شبهات الغلاة ، وتحصن عقول الشباب من الانسياق وراء تلك الشبهات.
6– عقد الندوات والمحاضرات والدروس التي تجتث الإرهاب من جذوره وتكثيف ذلك في المدارس والمعاهد والجامعات والمساجد وجميع المناسبات الشرعية.
وفي الختام أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير الأمة الإسلامية وخاصة هذه البلاد المباركة ، وأسأل الله أن يكفي المسلمين شر وخطر الغلاة والمتطرفين ، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والإيمان .
ردود على محــ أبوعبدالعزيز ــمد
[ثابت بن معيض] 13-10-1430 07:31 مساءً
جزاك الله خيرا ياابا عبد اعزيز وجزا الله من نقلت عنه خيرا ، ولكنني اجد ان النص هنا يركز على الجانب المتطرف اليميني ويهمل الجانب اليساري الذي لا يقل خطورة عنه بل ان كل منهما مكمل للآخر ومتى ما اردنا القضاء على الارهاب فلا مناص لنا من تجفيف ينابيعه ،الا وان من اهم الينابيع التي تغذي الارهاب هو ذلك التطرف الفكري اليساري الذي اقبل علينا بخيله ورجله فانتج لنا ردة فعل عنيفة تمثلت في الارهاب المتستر بالدين ،فإن كان كاتب النص هنا قد اجاز لنفسه ذكر اسماء بعينها قد لا نختلف معه في وجوب الحذر منها فكان الاجدر به ان يذكر اسماء فكرية يسارية لا تقل خطورة عن تلك الاسماءان لم تتجاوزها ،كالحمد والغذامي والسريحي وخاشقجي وسواهم الكثير من الذين تعتبر مقالاتهم وافكارهم من اهم الوقود التي تشعل الارهاب وهذا هو التطبيق الدقيق لأمر المولى عز وجل بالعدل الذي هو اقرب للتقوى كما انه نهج الوسطية الصحيح
اما ان نركز على جانب وندع جانب لا يقل عنه اهمية تأقلما مع واقع معاش او خشية رقابة وهمية فذلك يبطن ولا يسمن ويجرح ولا يشرح ويطوي ولا يروي والله من وراء القصد
بارك الله فيك يا أبا معيض (ثابت) كل إنسان في هذه الحياه له رأي وإتجاه يعبر عنه تبرز فيه سمات شخصيته ويجب على المجتمع تقبل هذا الرأي ما لم يمس الدين أو يتجاوز الخطوط الحمراء فكما عبر الأخ أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي عن رأيه فلك الحرية في ذكر ما تريد والذي يعنيني من الموضوع برمته الفائدة لكل من يطلع على الموضوع فذاك يبين الأفكار اليمينية وخطرها والأخر يبين الأفكار اليسارية ومخاطرها والقريء اللبيب يميز ويدرك ليصل إلى المراد من الموضوع وهو التحذير من المخاطر المحيطة التي تحاك ضد هذا الوطن الغالي على الجميع علينا نحن كسعوديون وعلى الأمة الإسلامية لأن به أطهر البقاع على وجه البسيطة فيقف وقفة الجندي الوفي الحامي عن وطنه سواء بقلمه أو بكلمته أو بذراعه فكما تعرفون أن الله ميز أناس عن غيرهم فذاك مبدع في مقاله وذاك مبدع بلسانه وأخر بقصائده وأشعاره والله من وراء القصد وفي الختام أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير الأمة الإسلامية وخاصة هذه البلاد المباركة ، وأسأل الله أن يكفي المسلمين شر وخطر الغلاة والمتطرفين ، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والإيمان .
والشكر كل الشكر لمن يبين حبه لهذا الوطن بكل ما يستطيع فكما قال الشاعر :
يقول الأمير خالد الفيصل:
لاح يوم الوطن والعز لاح
وكلمة الله على البيرق تلوح
يوم الاسلام يا يوم الفلاح
والوطن كل روح له تروح
فوق الايمان ركبنا السلاح
والمقابيل بالخافق تبوح
الله اكبر مثل ضرب الرماح
سيلت في خفى الباغي جروح
الامير بدر بن عبد المحسن يقول للوطن:
عزنا الاسلام هو غاية فخرنا
فيه سر وجودنا ونموت دونه
أرضنا ارض الذهب وانقى المذاهب
والرجال اللي عهدهم يحفظونه
ومن قصيدة أخرى يقول:
صرخة.. ذكرتك يوم واليوم موعود
لجل الوفا لراعيك موفي الوعايد
كني بوقت راح حاضر وموجود
في يوم عشاة المجد.. عله هايد
وكن «المربع» توه اليوم مشيود
جدران طين اطمام سقفه جرايد
قصر بنى للعدل والطيب والجود
سوره ذرا للناس وفرشه وسايد
كذلك من قصيدة أخرى يقول:
الله الاول وعزك يا الوطن ثاني
لأهل الجزيرة سلام وللملك طاعه
حنا جنود الحرس للقايد الباني
رمحه.. ودرعه وكف الشيخ وذراعه
مثل السيوف البواتر وان جنى الجاني
يضرب بها ارقاب من بالدار طماعه
من بان عبد العزيز وصبحنا باني
ما عاد نقبل ضلام الليل لوساعه
في السلم يشهد لنا عمر الاوطاني
وفي الحرب لارواحنا للموات بياع
والخاتمه :
تعلمت العطاء والحب من ارضك يالسعوديه
تعلمت أشعر بغيري وأمده حب وحنيه
أحبك من جنوب أرضك الين آخر الشماليه
واموت بغربها وأفرح اذا ناداني شرقيه
فديت بحورك وبرك بعمري واللذي ليه
تهون الروح من دونك ولا افقد شمسك وفيه
أحبك من شعر راسي الى ماطات رجليه
تطيب أشعاري بوصفك وتسبق خط يديه
صحيح اني أحب الأرض لاصارت خليجيه
ولكني اموت بها اذا كانت سعوديه
وكل عام وأنتم بخير