مقالات المحلية ... الإقليمية ... العالمية، مسارات أم متاهات ...؟
المحلية ... الإقليمية ... العالمية، مسارات أم متاهات ...؟
22-05-1429 08:19 مساءً
المحلية ... الإقليمية ... العالمية ، مسارات أم متاهات ...؟!
أ.د. رمزي بن أحمد بن رمزي
جامعة أم القرى – مكة المكرمة
كان الأمر محسوماً بالنسبة لإنسان الأمس القريب، يعيش في مجتمعه الصغير المتواضع؛ قرية كانت أو حياً صغيراً في مدينة، او مجرد خيمة في صحراء ونحوه، هاجسه الأكبر من حوله في بيئته التي يعيش فيها، سواءً كان قريباً أو صديقاً، يحمل على كاهله هموم بيئته المحلية الصغيرة من أرض زراعية أو ماشية أو متجر صغير في ممر منزو في مدينة ساكنة...!!
وتمر الأزمان... وتتطور الحياة، وتتخذ سمة الانفتاح والمؤسساتية، التي تتجاوز مفهوم العشيرة والقبيلة أو زمرة الحي وأعوانه، لتفتح أمام الإنسان آفاق واسعة، تتجاوز حدود الخيال والوصف، وتجعل من مفهوم التعايش في رحاب (القرية الكونية) مفهوماً مالوفاً متداولاً، لاسيما في ظل تقاطع المصالح والأخطار المشتركة بشكل عام.
وفي ظل كل هذه التغيرات السريعة، يعود الإنسان ليتأمل ذاته الصغيرة في العالم الكبير في هذا الخضم المترامي الأطراف، وتشيع نبرة الحنين إلى الماضي والمحلي، في ظل سيطرة وعنفوان المستقبل والعالمي، ويتجلى كل هذا في سمات وأشكال عدة، نراها في مشاهد كثيرة حولنا؛ سواء في العالم الحقيقي أو الافتراضي بكل معطياته.
ويظل التساؤال القائم عن مدى تعارض المحلية مع الإٌقليمية أوالعالمية، وكذلك الحال بالنسبة للشعبي مع الرسمي، وتأثير كل منهما على الآخر، وتطول لائحة عقد المقارنات، بالاعتماد على مفهوم الثنائية والتعددية. واحسب أن لاتعارض هنا، حيث يمثل النظر إلى الذات ومعرفتها من جوانبها وأبعادها المختلفة قاعدة صلبة، يرتكز على مكنوناتها لتقدير قيمة الأكبر والآخر، والابتعاد عن مجرد (الأنا) في هذا الهرم الكوني.
ولعله من نافلة القول أن (إخبارية الحكمان) تمثل شكلاً بناءً من أشكال الوعي بالذات، إذا أحسن استغلالها، وهذا ما ألمسه في مسيرتها المباركة إن شاء الله، فاتخذت أسلوباً عصرياً، يتماشى مع ثورة الصوت والصورة، والانفجار المعلوماتي الذي ننعم بكل معطياته في ظل التطور والنهضة الشاملة التي يعيشها وطننا الغالي في ريفه وباديته وحضره . ولانملك إلا أن نشيد بهذا الكيان الافتراضي، الذي يسعى لتعزيز ربط (الأخ) بأخيه و(ابن العم) بابن عمه، ومن ثم تكتمل بقية المنظومة، لتشمل كيانات أخرى، لنسهم سوياً متكاتفين متحابين في مسيرة التنمية والعطاء والبناء، متخذين من الأمانة والصدق والاخلاص في القول والعمل شعاراً نسير عليه، لانحيد عنه ولايقبل المساومة.
وفق الله الجميع في القول والعمل،،،
نتمنى ان تستمر هذه الاقلام الرائعة في الكتابة ههنا ونتمنى ما تمناه الدكتور بان يحسن استغلال الاخبارية وان لا تنحرف عن اهدافها الاساسية فالعمل رائع ومن يقوم عليه يستحق الشكر